أوربينو هي مدينة جامعية تربض فوق التلال السفحية لسلسلة جبال الأبينيني. ويقطن هذه المدينة التاريخية حوالي 15 ألف نسمة. ومع أن النمط المعماري السائد في المدينة يعود إلى القرون الوسطى، إلا أن المدينة تقع ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي بسبب تراثها النهضوي. فقد مكث العديد من فناني ومعماري عصر النهضة الأكثر شهرة في مدينة أوربينو، وخلّفوا وراءهم مزيجًا متناغمًا ومدهشًا من أساليب البناء التي تجمع بين العصور الوسطى القاتمة والعصر النهضوي المرح.
وقصر دوجي هو خير مثال على تميز مدينة أوربينو. وفي الوقت الحاضر تستضيف المدينة المعرض الوطني في ماركي حيث واحدة من أهم المجموعات الفنية لعصر النهضة، لكن المبنى في حد ذاته قد يعتبر قطعة فنية أكثر أهمية. فقد تم بناؤه في النصف الأخير من القرن السادس عشر بواسطة الفنانين المعماريين مارسو دي بارتولوميو، وتبعه لوتشيانو لورانا، وقام بإنهائه فرانشيسكو دي جورجيو مارتيني. وقد كان لدى هؤلاء الرجال الثلاثة نظرات مختلفة عن الصورة النهائية للقصر وقد أسفرت هذه النظرات عن مزيج من الأنماط الهندسية الدقيقة والممرات المقنطرة الانسيابية المستديرة والتي ما تزال متوازنة بشكل جيد حتى الآن.
وهناك مكان آخر مثير للاهتمام في هذه المدينة ألا وهو المنزل الذي أقام فيه رافاييل عندما عاش في مدينة أوربينو. فلها أن تتباهى -من بين العديد من الرسومات الجميلة الأخرى- باللوحة الجدارية التي رسمها رافاييل الشاب.
وكما هو الحال بالنسبة لمعظم المدن الجامعية، فإن أوربينو هي مدينة متنوعة وحيوية بدرجة كبيرة؛ فهناك دائمًا العديد من الأحداث الثقافية والمتعلقة بالطبخ التي يمكن حضورها، ودائمًا لا بد من وجود شيء.
في شهر يوليو تقوم المدينة بتنظيم المهرجان الدولي للموسيقى التراثية، وأصبح هذا المهرجان معلمًا سنويًا للمدينة منذ عام 1969م. ويأتي المتحمسون من جميع أنحاء العالم ليعزفوا الموسيقى والآلات الموسيقية التي ظلت صامتة طوال قرون. بالفعل تستحق زيارة!
وفي النهاية، هذه هي إيطاليا، حيث لا وجود فقط إلا لمهرجان النبيذ المخصص للعنب المحلي، بل أيضًا لمهرجان الجبن حيث يمكن للمرء أن يستمتع بـجبن Casciotta المحليّ الصنع والذي تقول الأسطورة عنه أنه كان الجبن المفضل لدى مايكل أنجلو.
تاريخيًا، تعتبر مدينة أوربينو مركز صناعة ورسم الماجوليكا؛ وهو نوع من أنواع الخزف مشهور بلونه القوي المتوهج. إن الطابع المميز لمدينة أوربينو يتمثل في التركيز على المواضيع التاريخية والأسطورية التي تكسو كل الأوعية الخزفية. وقد اشتهرت مدينة أوربينو أيضًا بحرفة التجليد والرسومات التوضيحية. وعلى الرغم من التدهور الحاد في عدد الممارسين لهذه المهنة نتيجة الفروق بين الأجيال، إلا أنه لا يزال هناك مجموعة صغيرة -ولكنها فعالة- تكرس نفسها من أجل الحفاظ على هذه الحرف التقليدية.