تسمى مدينة تيرني أحيانًا بمدينة الصُلب، لأنها تعتبر مركزًا مهمًا للصناعة في إيطاليا. في أثناء الحرب العالمية الثانية تعرضت المدينة لغارات بالقذائف الأمر الذي أدى إلى تدمير هائل في البنية التحتية للمدينة. واليوم، نهضت المدينة مرة أخرى من العدم وتم تجديدها بالكامل لتصبح واحدة من أفضل المدن الإيطالية. فالمدينة يسودها مناخ حديث، ويتكسوها الشرائط النباتية الخضراء. ويقطن مدينة تيرني حوالي 112 ألف نسمة يرعاهم القديس. وهذا القديس هو شخص مشهور جدًا، وفي كل عام يتم تقديم ملايين الأزهار نيابة عنه وهو القديس سانت فالنتين. وهذا هو السبب في تسمية المدينة بلقبها الآخر: مدينة العشاق.
تشتهر مدينة تيرني بأنها تأخذ أي شيء مكسور وتحوله إلى شيء جميل. والمثال على ذلك روبيرتو بينيني الذي قام بتصوير فيلمه الرائع "الحياة جميلة" في منطقة صناعية في ضواحي تيرني. وقد نال هذا الفيلم العديد من الجوائز الأكاديمية وهو فيلم كلاسيكي حديث. وقد أدى نجاح هذا الفيلم إلى أن تتحول تيرني إلى قنبلة صناعة الأفلام، وأن يلمع نجمها في سماء صناعة السينما والإنتاج التلفزيوني على مدار الأعوام.
وأسلوب الطبخ في تيرني متقن وريفي ولذيذ. باستا بابارديللي بالخنزير البري، وباستا تاجليوليني بالفلفل والجبن، وبيتزا جبن الفورماجيو هي الأطباق التقليدية في المنطقة. ويعتبر الهليون والفطر والكمأة (الفقع) التي يتم جلبها من الأرياف المحيطة من المكونات الشائعة للأطباق. وكذلك اللحم بمختلف أنواعه، حيث تعتبر تيرني جنة عشاق اللحم.
يعتبر يوم الفلانتين هو الاحتفال الأساسي في تيرني. ويتم تخصيص شهر فبراير بأكمله للاحتفال بقديس العشاق. ومن بين الأنشطة التي تقام في أيام هذا الشهر القصير: المواكب الدينية، والحفلات الموسيقية، والمعارض، والمسارح، والرياضة، والألعاب، ومعرض الشيكولاتة.
ومن الطبيعي أن تزور شلالات مارموري عند وجودك في تيرني. وهي تبعد 7 كيلومترات عن المدينة، وهي من آثار الإمبراطورية الرومانية. في عام 271 قبل الميلاد، قام القنصل الروماني مانيو كيوريوس دنتاتو ببناء مجرى مائي لتجفيف بركة من المياه الراكدة التي كانت تزعجه وتحويل هذه المياه نحو شلالات مارموري الطبيعية. وقد هددت كتلة الماء بتدمير تيرني حيث حدث صراع محموم بين تيرني وروما. وبالطبع بقيت تيراني وحولت الكارثة إلى شيء جميل. وما حدث للإمبراطورية الرومانية فدعه للتاريخ.