ماتلیکا

المدينة الجذابة بالماضي العاصف، والتلال الخضراء والنبيذ الرائع

يقال أن الشخص الذي يركض سبع مرات حول نافورة ساحة إنريكو ماتي في مدينة ماتيليكا سيُمنح لقب "باتنتي دا ماتو" والذي يعني "شخص مجنون". وليكن الأمر كذلك، فهذه البلدة الصغيرة الغريبة تستحق زيارة. وتظهر الحفريات الأثرية الحديثة أن هناك أناس كانوا يعيشون في تلك البلدة منذ العصر الحجري القديم. لا يمكن إدراك السبب. فموقعها الكائن في وادي إيسينو حيث تحيط بها التلال الحالمة ذات الحقول الصغيرة ومزارع العنب الساكنة يجعل منها بلدة مهيبة ويمدها بالغذاء والماء الرائع الوفير.

وعلى مدار تاريخها الطويل، يظهر أن الجميع كان يرغب فيها، فقد كانت تنتمي إلى الإمبراطورية الرومانية وكذلك الإمبراطورية البيزنطية، كما أنها كانت واحدة من الولايات البابوية التي يحكمها البابا مباشرة. وفي مكان كهذا تظهر أهمية التاريخ. يعود تاريخ برج الجرس الذي يطل على ميدان المدينة إلى القرن الثاني عشر، ولكن بمقارنته مع باقي الأماكن فما هو إلا كالطفل الوليد حيث يحوي المتحف المدني للآثار الواقع في قصر فيناجورا المجدد العديد من الآثار التي تنتمي لمختلف العصور التاريخية التي أسهمت فيها ماتيليكا. وتمتد معروضاته على مدار العصور الأوروبية بأكملها التي عمرها الإنسان، وتروي قصة مذهلة عن الكيفية التي وصلت بها إيطاليا إلى ما هي عليه الآن. والمبنى بحد ذاته جميل وفريد ومذهل برسوماته الجدارية وأبوابه المزخرفة وجدرانه وسقفه.

وبعد هذه الجولة في أروقة التاريخ، قد يشعر المرء بالجوع، لكن لا تقلق من ذلك فهناك الكثيرفي ماتيليكا لنأكل ونشرب. فالمزارع التي تحيط بالبلدة لا تزال تحتفظ بإنتاج الحليب المحلي من الأبقار (ماركيجانا) والماشية (فابريانيزي). كما يقومون أيضًا بإنتاج عسل مدهش يسمى (ميليفيوري) أو (ألف زهرة) وهو يشير إلى جميع الأزهار البرية التي تعطي للعسل مذاقه الخاص. وتقوم المطاعم بتحويل منتجات المزرعة المدهشة هذه إلى وصفاتها المحلية الخاصة وتقوم بتقديمها مع النبيذ المحلي الرائع.

تشتهر ماتيليكا بتلالها الخضراء، والمناظر الطبيعية لمزارع العنب والنبيذ الرائع. وأشهر أنواع النبيذ التي يتم صناعتها هنا هو نبيذ فيرديكيو الذي تتم صناعته من عنب فيرديكيو الذي ينمو في مزارع العنب القريبة من ماتيليكا. ويتميز نبيذ فيرديكيو بأثره الفواح والمنعش.

لا، ليست مصادفة أن تكون ماتيليكا مأهولة بالسكان منذ زمن. انتبه وراقب، فقد تصبح يومًا أحد المقيمين في تلك المدينة الفاتنة.