تمثل هذه البلدة الواقعة في إقليم ماركي السهلي التزاوج المثالي بين عادات الماضي واستعدادات المستقبل. وإن كان هناك ثمة انتكاس أو ركود في أوروبا، فإن أهل فابريانو مصممين على عدم إظهاره. تعج مدينة فابريانو بالحياة والتفاؤل، ويشهد على ذلك تلك المطاعم العديدة التي افتتحت حديثًا والتي تقدم ألذ أنواع الطعام المحلي.
ويظهر موقعها أسفل قمم جبال الأبينيني المناظر الخلابة ذات الجمال الأخاذ، والبيئة ذات أسلوب الطبخ الريفي المذهل ذا اللمسات الحديثة.
وجدير بالذكر أن فابريانو هي المدينة الإيطالية الوحيدة -بجانب بولونيا- التي تم إدراجها على قائمة اليونسكو للمدن المبدعة، نظرًا لإنتاجها التاريخي لأجود أنواع الورق، تلك الحرفة التي ما تزال موجودة حتى الآن. وزيارة إلى متحف الورق ستكون كفيلة بإرضاء كل ممن لديه الشغف بالتاريخ الأوروبي وكذلك المهتمين بالتسوق وشراء المنتجات الورقية التي ما تزال تُصنع هناك.
وبالإضافة إلى ذلك، يتعدى تاريخ فابريانو المنتجات الورقية والكتب؛ ففيها الكثير مما تقدمه لمحبي الفن. فقد كانت المدينة مقر لرسام نهاية العصور الوسطى وبداية عصر النهضة جنتيله دا فابريانو الذي اشتهر بتصاويره الراقية ذات المواضيع المسيحية. ومع ذلك وللأسف الشديد لم يتبق أي من أعماله في فابريانو، ومعظم ما يعتقد أنه كان خلفية له ما يزال محفوظًا في المدينة.
تعد فابريانو تاريخيًا من أهم العناصر الثقافية، ويظهر هذا جليًا في جميع أنحاء البلدة. فهي ممتلئة بالعديد من الآثار والعمارة المذهلة التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر. ونظرًا لأنه المدينة ثرية نسبيًا، فقد تم الاعتناء جيدًا بهذه الآثار والمباني التاريخية. وجولة صغيرة في المدينة في فترة ما بعد الظهيرة تعد بمثابة سفر عبر الزمن. والخطورة الوحيدة تكمن في أنك قد تقرر شراء أحد تلك المنازل الجميلة.
وتعتبر فابريانو النقطة الأفضل للانطلاق في نزهة إلى المنطقة الريفية المحيطة سواء على القدمين أو بالدراجة أو بالسيارة. ويوجد حوالي 27 متنزه طبيعي، وكهوف فراساسي والتي تعد واحدة من أكبر مجموعات الكهوف في أوروبا، والحمامات الدافئة في تيرمي دي سان فيتوري، والعديد من القلاع والأديرة، والصوامع. وتناسب منحدرات سهل إيسينو صناعة النبيذ ولذا فهي مقر العديد من مزارع العنب التي تنتج بشكل أساسي النبيذ الأبيض. ويعد نبيذ فيرديكيو الأبيض واحدًا من أشهر أنواع النبيذ التي تتم صناعتها هنا، ويمكن التلذذ بشربه على أحد مطاعم البلدة كنهاية جيدة ليوم من الاستكشاف.
بالطبع أنت لست مخطئًا: فمدينة فابريانو هي مدينة تضع إحدى قدميها في العادات والتراث، بينما القدم الأخرى مستعدة لأن تخطو نحو مستقبلٍ أفضل.