يشبه كوستا زميرالدا (الساحل الزمردي) مزيج سحري من البحر، والشمس، والموسيقى، والسعادة التي تكاد يستحيل بقاؤها. تقع على امتداد الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة سردينيا بين خليج أرزاتشينا وكوجنانا، ويرجع تسميتها بهذا الاسم إلى لون البحر المميز وتدرجات الألوان للمياه الشفافة التي تتدفق عبر متاهة من صخور الجرانيت مكونة مناظر طبيعية خلابة.
يرادف كوستا زميرالدا الشواطئ والكهوف المنعزلة، والبحر البلوري. وفي هذا المشهد البانورامي الاستثنائي يمكنك ملاحظة المنازل الصغيرة المحاطة بالجرانيت والنباتات المتوسطية، والعديد من الفيلات، ونوادي الجولف، والموانئ التي تندمج بشكل جيد جدًا مع الصورة الطبيعية للمكان.
وأضف إلى كل هذا التاريخ والثقافة الخاصة بالمنطقة مع العادات القديمة والحياة الليلية الصاخبة التي تحدث في النوادي العصرية، والمطاعم الصغيرة، والحانات والمحلات في بورتو سيرفو الساحرة، لؤلؤة كوستا زميرالدا. بمرحه وألوانه وأناقته، يعتبر هذا المنتجع الشاطئي الأنيق جنة حقيقية يزورها كل صيف العديد من الأعيان والرحالة الأثرياء الذين يأتون على يخوتهم الهائلة.
ويمتلئ الساحل بأكمله بالأماكن المدهشة التي تستحق الاستكشاف؛ فبالتحرك شمالا من بورتو سيرفو هناك العديد من الشواطئ الجميلة التي تؤدي إلى خليج بيفيرو وكالا دي فولبي عبر بونتا كابريتيولي، ويقع في مواجهته جزيرتي مورتوريو وصوفي التي تحتوي على المتنزه الوطني في لا مادالينا. وهناك مكان شهير آخر هو بورتو روتوندو الذي يطل على خليج كوجنانا حيث الفيلات والميادين والمحلات من جميع الأنواع محاطة بالطبيعة الساحرة.
يحتوي المتنزه الوطني في لا مادالينا على أرخبيل مكون من عدة جزر؛ تُعرف سبعة منها –وهي الأشهر والأكبر- باسم "الشقيقات السبع" وهي: لا مادالينا الأشهر، وكابريرا، وسانتو ستيفانو، وسبارجي، وبوديلي، وسانتا ماريا، ورازولي. ولا يزال النظام الساحلي الطبيعي محفوظًا كما هو باستثناء مدينة لا مادالينا. وجميع الجزر والجُزيرات الصغيرة مكونة من الجرانيت، ويرجع تميزهم إلى حقيقة كونهم قريبون جدًا من بعضهم البعض وأنهم يمتلكون مستويات مرتفعة فوق سطح البحر. وكل هذا وبجانب البحر الذي يغير ألوانه دائمًا والجمال الفائق للطبيعة يخلق منظرًا طبيعيًا ساحرًا جديرًا بالاكتشاف.
وتعتبر جزيرة لا مادالينا الواقعة ضمن الأرخبيل الجوهرة الثمينة للجزيرة. حيث يوجد بها الشواطئ الفاتنة المحاطة بالمياه البلورية الصافية، والرمال اللامعة، والكهوف الجميلة. وما تزال المدينة تحتفظ بمظهر قرية صيد قديمة بساحة البلدة وكنيسة سانت ماري ماجدالين، وأيضًا الحانات والمطاعم وجميع أنواع المحلات.
وبالإضافة إلى المغريات الطبيعية للمكان، ما زالت كابريرا تحتفظ بذكرى جوزيبي جاريبالدي ومنزله الذي تحول الآن إلى متحف تاريخي. ويعتبر المتنزه وجهة مثالية لرحلات القوارب والغوص في بحر يتغير لونه دائمًا من الزمردي إلى الفيروزي، ومن الأزرق الفاتح إلى الأزرق الداكن.
وتحتوي المنطقة أيضًا على مجموعة من أجمل شواطئ البحر المتوسط التي تحتوي على الرمال الشاطئية الوردية في جزيرة بوديلي ويرجع سبب ذلك اللون المميز إلى هياكل الحيوانات الصغيرة التي ترسو على الشاطئ عبر التيارات. ولا يمكن زيارة المكان إلا بصحبة مرشد سياحي. وهناك العديد من الشواطئ الجميلة مثل كالا كوتشيو، وبريجانتينا، وبورتيس في كابريرا، وكالا كورسارا، وكالا جرانارا في سبارجي، وكالا لونجا في رازولي والتي تستحق الزيارة بكل تأكيد.