تعتبر جزيرة سردينيا ثاني أكبر جزيرة في البحر المتوسط وهي تمثل بوابة مثالية إذا أردت الاستمتاع بالحياة الساحرة على سواحلها الشمالية أو إن أردت الاستمتاع بالاسترخاء في إحدى القرى الصغيرة المطلة على الشاطئ. وتتنوع المناظر الطبيعية هنا بصورة مذهلة حقًا. وأفضل طريقة للاستمتاع بالجزيرة هو عن طريق ركوب السيارة لكي تتمكن من الغوص في تلك الأماكن المذهلة والاستمتاع بمناظرها الطبيعية.
أما المنطقة الداخلية لجزيرة سردينيا فهي سر دفين، وهناك طريقة رائعة للسفر عبر الجبال واستكشافها عن طريق "ترينينو فيردي" وهو قطار صغير تم تشييده في القرن الثامن عشر، وتمثل مساراته المتعرجة مغامرة مثيرة بالنسبة للزائرين الحاليين بعيدًا عن المناطق السياحية التقليدية.
ويحيط بجزيرة سردينيا سلسلة من الجزر الصغيرة، وتعتبر جزيرة أسينارة واحدة من تلك الجزر وهي تقع إلى الشمال الغربي من الجزيرة، وتملك تاريخًا حافلًا من المشاكل والغرائب. ولأنها كانت تملك لقبًا مخيفًا وهو "جزيرة الشيطان"، فقد كانت الجزيرة مغلقة أمام السياح حتى عام 1997. وبسبب موقعها المعزول فقد كانت عبارة عن سجن عالي الخطورة يستقبل العديد من أخطر المدانين والسجناء.
واليوم، أصبحت الجزيرة محمية طبيعية، وبفضل كل هذه الأعوام من العزلة، تضم جزيرة أسينارة العديد من فصائل الحيوانات النادرة مثل الحمار الوحشي الأمهق (ألبينو). ويمكن ترتيب رحلة من بورتو توريس حتى ستنتينو.
يوجد في الشمال الشرقي من جزيرة سردينيا جزيرة أخرى تسمى لا مادالينا، وهو الاسم الذي يطلق على كل الأرخبيل الواقع إلى الشمال الشرقي من جزيرة سردينيا، وهذا الأرخبيل يضم جزر كابريرا، وسانتو ستيفانو، وسبارغي، وثلاث جزر صغيرة بالقرب من كورسيكا وهي: رازولي، وبوديلي، وسانتا ماريا.
ويمكن الوصول إلى الأرخبيل بواسطة العبارة من بالاو. وفي حين يوجد العديد من أماكن الإقامة والمنازل في لا مادالينا، إلا أن الجزر الأخرى تقدم تجربة برية كاملة حيث يمكن التخييم أو استئجار القوارب. ومن نافلة القول أن نذكر أن أكثر الشواطئ جذبًا في الأرخبيل هو شاطئ "لا سبياجيا روزا" أو الشاطئ الزهري في بوديلي. ويعتبر هذا الشاطئ ذو الرمال الزهرية فريدًا ومميزًا ويأسرك تمامًا. ولا تقدم سردينيا فقط الأماكن المذهلة والمناظر الطبيعية الخلابة، ولكنها تحتفظ أيضًا بذاكرة تاريخية كبيرة في جزيرة كابريرا قليلة السكان، حيث أمضى البطل القومي جوزيبي غاريبالدي سنواته الأخيرة.
وتعتبر منطقة جالورا الواقعة في شمال سردينيا واحدة من أجمل الأماكن في أوروبا. فشاطئها مصنوع من الغرانيت الزهري ومياهها فيروزية وبلورية صافية كما هو الحال في الشواطئ الكاريبية. هنا يوجد كوستا زميرالدا (الساحل الزمردي) الذي يقدم أفضل الأماكن لقضاء عطلة مثالية في بورتو كيرفو وبولتو كواتو لأثرياء أوروبا، والممثلين الأمريكيين، ونجوم الكرة الإيطالية.
ويمكن اعتبار كوستا زميرالدا بكهوفها الصخرية ومداخلها التي تشبه المتاهة، وموانئها الصغيرة حيث تتدفق الشمبانيا والحياة الليلية الصاخبة، كالبديل الإيطالي للمدينة الفرنسية سانت تروبيز، وقد تكون أفضل.
إن قمت بالذهاب إلى جالورا فلا تنس زيارة بلدة تيمبيو بوسانيا القديمة الجميلة بكنائسها وعمارتها التاريخية. أما إن ذهبت إلى الجانب الجنوبي من سردينيا فسوف تجد مظهرًا آخر يبين لك الاختلاف والوجوه المتعددة للجزيرة. تعتبر كالياري المدينة الرئيسية في الجزيرة كلها وتقع منقسمة بين سبعة تلال مقابل البحر وتفتح الباب لهذا الجزء من الجزيرة الذي يود الاحتفاظ بسمته الطبيعية البرية.
لا بد من رؤيتها بكل تأكيد!