جروتاماري في اللهجة المحلية تترجم إلى "الكهوف". وهذا الاسم يعتبر غريبًا بالنسبة لمدينة ساحرة مثلها. إنها مدينة صغيرة يقطنها حوالي 16 ألف نسمة وتقع في جنوبي ماركي بين الجبال والبحر.
وهذه المدينة الساحلية مستديرة كما يظهر عليها. إن مدينة جروتاماري التاريخية هي قرية تعود للعصور الوسطى، وأسوارها المنيعة تظهر الماضي الحافل للمدينة وربما العاصف في بعض الأحيان. وقد جعلها موقعها هدفًا لهجمات القرى المجاورة وغارات القراصنة.
وهذا يجعل المدينة تبدو حازمة ولكن جروتاماري بلدة ودودة ومضيافة جدًا، على الأقل في الوقت الراهن. مناخها مشمس ودافئ نظرًا للجبال التي تحمي مؤخرتها والرياح اللطيفة التي تهب عليها من البحر الأدرياتيكي. ممراتها محفوفة بأشجار النخيل، وتملأ الهواء الرائحة الذكية القادمة من بساتين البرتقال المحيطة.
تعتبر كنيسة سان مارتينو أقدم الكنائس الموجودة في جروتاماري وقد بُنيت على أنقاض معبد الإلهة الإترورية كوبرا. وقد يبدو اسمها مالوفًا نظرًا لوريثها الأكثر شهرة كيوبيس. لقد كانت إلهة الحب والخصوبة، وما تزال شهرتها موجودة في جروتاماري حتى الآن. وتتميز المدينة بمناخها الشاعري الساحر الذي يصعب التغلب عليه حتى من ذوي الأرواح الساخرة.
وهناك دليل آخر على الصلة الوثيقة لجروتاماري بإرثها التقليدي وهو "كورسا دي كورنوتي" والذي يمكن ترجمته إلى "سباق ذوي القرون" السنوي. وقد أتى هذا من الثقافة الكلتية، وهو عبارة عن احتفال يقام في بداية كل سنة كلتية جديدة في الحادي عشر من شهر نوفمبر. وفي جروتاماري يتم الاحتفال بهذا عن طريق مسيرة تجوب شوارع المدينة ومعرض هائل للمنتجات المحلية من المزارع والبحر.
وهناك حدث آخر تشتهر به جروتاماري وهو مهرجان الكوميديا السنوي "كاباريه أموريميو"! وهو احتفال بالكوميديا الحقيقية حيث يرتاده أفضل الفنانين الكوميديين في إيطاليا. ويُقام في أول أغسطس من كل عام.
المطبخ المحلي يتناسب مع الجو الشاعري للمدينة حيث تقوم المطاعم بتقديم الأسماك والمأكولات البحرية المشوية، أما النبيذ فهو النبيذ الأبيض البارد. أما منظر البحر الأدرياتيكي بلونه الفيروزي القابع خلف سياج من نباتات الدفلي البيضاء والوردية لهو مشهد يأسر الأنفاس.