تقع مقاطعة فيرمو في المنطقة التي تبدأ بالانحناء في إيطاليا، وهي تطل على البحر الأدرياتيكي. وتقوم أودية فالتينا، وفالدتي، وفالداسو بربط المنظر الطبيعي الوعر للجبال بالأمواج الفيروزية عبر التلال المشمسة والمأهولة بالقرى والبلدات الصغيرة.
ومدينة فيرمو هي أيضًا عاصمة المقاطعة، وتطل على المقاطعة من خلال موقعها المرتفع. وهي مدينة عتيقة ومزهوة، ويعود تاريخ أسوار المدينة إلى الأيام التي يعتقد أن العمالقة قد اجتاحوا العالم فيها. وقد أشيع أنها المخلوقات الوحيدة القادرة على إزاحة وتحريك صخور بحجم تلك الصخور التي تتكون منها أسوار المدينة. وسواء أكان هذا حقيقيًا أو لم يكن، فهذا يعطي نظرة متواضعة لتراث فيرمو.
يمكن للمرء أن يجد بقايا آثار العهد الروماني في جميع أنحاء فيرمو، مثل الصهاريج الموجودة في المدينة، ومسرح أمفي. ويوجد على التلال العديد من الكنائس والأديرة التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى مثل كنيسة سانتا ماريا ماتر دوميني في بونزانو دي فيرمو، التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع وبناها رهبان فارفنسي.
أما البحر فهو عبارة عن سلسلة من الشواطئ الرملية الطويلة المدعمة بغابات الصنوبر. ويقدم الشاطئ العصري لـبورتو سانت البيديو، وبورتو سان جورجيو بواجهته المائية الطليقة، ومارينا بالمنسي، ومارينا دي ألتيدونا، وخلجان بيداسو- تقدم هذه الشواطئ للسياح مزيجًا رائعًا من المناظر الطبيعية والحانات الحيوية.
في بلدة بورتو سان جورجيو الساحلية يمكن لأي شخص يتطلع إلى الشواطئ الإيطالية الشهيرة عالميًا أن يجد أكثر مما يأمل. فالقيام بجولة على الشاطئ الأبيض اللؤلؤي الممتد لحوالي 8 كم ستكون عملًا طويلا. وهناك محاولة ممتعة أخرى ألا وهي التنزه في الممشى والتوقف أمام زجاجات النبيذ أو المطاعم المصطفة على طول الجانبين.
إن بورتو سان جورجيو ليست هي الخيار الوحيد لمحبي الشاطئ. فهناك بلدتين ساحليتين هما بيداسو وبورتو سانت البيديو. تعتبر بورتو سانت البيديو والتي يقطنها 25 ألف نسمة المكان الأفضل إذا كنت تبحث عن حياة المدينة الصاخبة بعد قضاء يوم على الشاطئ. وعلى الجانب الآخر، تعتبر بيداسو التي يقطنها 2000 نسمة مناسبة للباحثين عن السلام والهدوء.
ولا تنس أن فيرمو هي أكثر من مجرد رياضات مائية وحمام شمسي.
ففي أعالي التلال وبعيدًا عن الضوضاء تقبع قرية توري دي بالمي التي كانت في الأصل حصن، ثم مستعمرة مدنية قريبة من الكنائس والأديرة، واليوم أصبحت كشرفة جميلة مطلة على البحر ومحاطة بنباتات البحر المتوسط الوارفة.
وتعرض القرية الهندسة النموذجية للحدائق والبساتين، وتلال بساتين الزيتون ومزارع العنب منقطة بالبيوت الريفية، والبلدات والقرى الصغيرة على المنحدرات محصنة عن طريق أسوار عملاقة تعود إلى القرون الوسطى والتي تم تشييدها لحماية الأديرة والأبراج.
وقد تم تصنيف قريتي موريسكو ومونتروبيانو كأجمل القرى الإيطالية، وتبرز كامبوفيلوني المهيبة من فوق الوادي بديرها وأبوابها العتيقة، وتمنحك مونتي فيدون كومباتي مشهدًا رائعًا لجبل جران ساسو.
أما البلدات الصغيرة في بيتريتولي، وأوتيزانو، ومونتي رينالدو، وسانتا فيتوريا في ماتينانو، ومونتيفالكوني فتخط الطريق القديم لرهبان فارفا والتي ما تزال ذكراهم مخلدة في بقايا القلاع والأديرة والأنشطة الزراعية في المنطقة.
أما وادي تينا فهو همزة الوصل الطبيعية بين البحر والجبال، وهذه هو السبب الذي دفع الرومانيين لاختياره، وقاموا بتحويل فاليريو إلى مستعمرة مزدهرة.
وينساب الوادي على سهل بين حقول دوار الشمس والمدن التي بدأت بأنشطة جديدة مثل: سيرفيجليانو، ومونتيجورجيوالمواجه لبيلمونتي، وماجليانو بأبراجها العتيقة على أسوار المدينة، وجروتازولينا، وراباجنانو، ومونتي أورانو بصناعة الحرف النابضة.
بالإضافة إلى تينا وآسو، يقطع مقاطعة فيرمو نهران صغيران بنفس الاسم تقريبا. في الجنوب يوجد نهر إيتي فيفو الذي يهبط من بلدية مونتيليوني، وفي الشمال يوجد نهر إيتي مورتو. يستمتع السياح هنا عند السفر بين مونتي فيدون كورادو، وماسا فيرمانا ومونتابوني وفرانكافيلا ديتي بتلال القمح الذهبية، والفضاء الفسيح والقمر المكتمل، وهي المشاهد التي ألهمت رسومات وتصاوير كبار الرسامين. ولكن مع الاستمرار بالتجول في مونتي سان بيترانجيلي، وتوري سان باتريزيو، ومنتيجرانارو، وسانت إلبيديو، يمكنك رؤية المناظر والمباني الصناعية الحيوية لمصانع الأحذية "المصنوعة في إيطاليا".
الجبال شاسعة ومناسبة للقيام بنزهة سيرا على الأقدام، وهناك تجد الكثير من المناظر الخلابة، التي تنتظر أن يتم استكشافها. خذ على سبيل المثال المتنزه الوطني في مونتي سيبيليني وطريقه البالغ 45 كم (28 ميل) والذي يمر بك عبر القرى الفاتنة التي تحييك بأزهار الأوركيد الوارفة، والمنحدرات التي تمنحك مشهدًا يساعدك على التذكر. وعليك المشي بخفة لأنه يقال أن هذا المكان هو مأوى الجن الذين أحيوا الأساطير الخيرة والسيئة.
وتظهر جبال فيتوري، وسيبيلا، وبريورا ساكنة وهادئة، بينما القرى والمنحدرات منثورة مع الصوامع والهياكل (سان جورجيو ألايسولا، وسان ليوناردو، ولا مادونا ديل أمبرو) وأزهار الأوركيد المزهرة التي تدعوك للقيام بنزهة كبيرة.
وإن صدف وكنت في فيرمو فلا بد أن تجرب وصفات الطبخ الشهية التي تعتمد على تجانس المكونات الفريدة للمنطقة وثقافتها العامة. ويعد فن طهي الطعام أحد الأدوات التي يستخدمها الناس لنشر ثقافتهم. ويعد مهرجان المنتجات النوعية في ماركي حدثًا مهمًا لدرجة أنه تم إحضاره إلى فيرمو، وقد تم تصميم هذا المهرجان من أجل عرض وتذوق وبيع المنتجات النمطية للإقليم. وفي مقاطعة فيرمو، هناك 47 منتجًا نوعيًا وهي أساس المطبخ النمطي للمقاطعة، ومن بينها: زيت الزيتون البكر، والنبيذ، والسمك، والباستا، والعسل والمشروبات الكحولية.
ويتضمن الحدث أيضًا تذوق الوصفات الخاصة بموناركي مثل الزيتون المحشو، والجبنة المعتقة "فورماجيو دي فوسا"، ونقانق الكياوسكولو، ومعكرونة كامبوفيلوني، ومربى التين، والنبيذ، والكمأة (الفقع) والنقانق الخاصة بفابريانو.
ولن تدع هذه المقاطعة أي أمنية دون تحقيقها، فهناك العديد والعديد من الخيارات التي لن تدع مجالا للملل. إنها المكان الأمثل للإقامة.