كامبوباسو هي عاصمة مقاطعة موليزي، التي تقع في جنوب وسط إيطاليا. ويعد الإقليم المكان الأنسب لمحبي التنوع في المناظر الطبيعية حيث إن المنطقة التي تقع خارج المدينة تتميز بقراها وبلداتها العديدة المزينة بمنحدرات الجبال، وضفاف الأنهار، والبحيرات، والبحر الأدرياتيكي.
أما بالنسبة للمدينة ذاتها، فهي تشتهر بكونها مبنية على يد اللومبارديين في القرن الثامن الميلادي، وهي تحتوي على بلدة قديمة وأخرى حديثة بُنيت على تربة خصبة أسفل التل، بعد أن هجر السكان البلدة القديمة عام 1732.
لم تعد البلدة القديمة مأهولة بالسكان ولكن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن زيارتها والتي تشعرك بلذة الحياة القديمة. يمكن للزوار الذهاب لمشاهدة قلعة كاستيلو مونفورتي الشهيرة، والتي شُيدت في العام 1459. فهي لا تزال تحتفظ بأسوارها التي تعود إلى العصور الوسطى، بالإضافة إلى أبراجها الستة، وآثار لمستوطنات قديمة تم تشيدها في ذات الموقع. وتمثل القلعة رمز المدينة، وعندما تصل إلى الأعلى فسوف تحظى بمشاهدة منظر بانورامي يمتد بزواية 360 درجة للمدينة بأسرها ولضواحيها. فهي تهيمن على المدينة وعلى جزء كبير من الريف المحيط بها. وهي مقامة على تل منحدر، وعلى الرغم من أنه يمكن الوصول إليها بواسطة السيارة، إلا إنك إن قمت بالتحدي وسرت إلى الأعلى فسيكون بإمكانك أن تحظى بالمناظر الجميلة على طول الطريق المحفوف بالأشجار، وأن تتخيل نفسك تمشي عائدًا بالزمن إلى العصور الوسطى. هناك أيضًا كنيستان على الطراز الرومانسكي في البلدة القديمة، وهما كنيسة سان بارتولوميو وكنيسة سانت جيورجي (وهي الأقدم في كومبوباسو). وتقع كنيسة سانت جيورجي بجوار القلعة وما تزال تحتفظ ببعض الرسوم الجدارية الرائعة والثمينة والتي تعود إلى القرن الرابع عشر.
وتقع كنيسة سانتا ماريا ماجيوري بالقرب من القلعة أيضًا، وقد تم تشييدها في القرن الحادي عشر. وأكثر ما يميز هذه الكنيسة احتوائها على تمثال إنكوروناتا.
أما بالنسبة للبلدة الجديدة، والتي تم توسيعها في عهد ملك نابولي عام 1814، فيمكنك أن تحظى بمناظر رائعة للكاتدرائية المبنية على الطراز النيوكلاسيكي. وبالقرب من المرفأ يمكنك العثور على كنيسة سانت أنطوني أباتي والتي تضم قطعًا مهمة بما فيها المذبح الرئيسي والأرغن.
وقد أقيم متحف سانيتيكو الإقليمي في قصر مازاروتا الرائع وهو يحتفظ بمجموعة رائعة من بقايا عصر سامنتي. وهناك المزيد من القصور في المدينة، بدءًا من تلك التي تحتوي على حدائق نباتية مدهشة إلى تلك المبنية على الطراز النيوكلاسيكي.
أما أشهر حدث في كومبوباسو فهو موكب الألغاز. وهو بمثابة متعة للسكان المحليين وللزوار على حدٍ سواء، وأي شخص ينال حظ مشاهدته يزعم أنه واحد من أكثر التجارب تميزًا وصلة بالتقاليد التي يمكنك تجربتها في إيطاليا. وهو واحد من أقدم الاحتفالات الدينية في إيطاليا كلها، وبدأ في القرن الخامس عشر الميلادي. وما زال يعد واحدًا من أهم الاحتفالات في البلاد، حيث يجمع الماضي والحاضر والمستقبل.
وهناك حدث مفضل آخر في كومبوباسو وهو احتفال الزهور. وخلال هذا الاحتفال يتم وضع كميات هائلة من الزهور على الأرض لتكوين بساط رائع وخلاب ومتعدد الألوان في الشوارع للاحتفال بآخر أسبوع من شهر مايو. وبالإضافة إلى وضع الزهور على الأرض، يتم حمل مادونا دي مونتي والطواف بها في أرجاء شوارع المدينة.
هل تعرف أيضًا أن كومبوباسو تُعرف باسم "مدينة كندا" أو "مدينة ورقة شجر القيقب"؟ وهذا بسبب التأثير الذي خلفه استيلاء القوات الكندية عليها بعد الحرب العالمية الثانية.
وعلى الرغم من كونها تبعد 150 كم فقط إلى الشمال من مدينة نابولي شديدة الحرارة، إلا أن كومبوباسو تعد في الواقع واحدة من أكثر المدن الإيطالية برودة، وهذا يتيح لك الاستمتاع بجميع المناظر التي يوفرها الجنوب الإيطالي لكن دون الشعور بالحر كما هو الحال في باقي المدن الجنوبية. فالطقس هنا ملائم تمامًا لاستكشاف جبلي سانيكو وماتيزي القريبين. حيث تتراوح درجات الحرارة بين 12 و26 درجة مئوية.
ومن أبرز السمات التي تتميز بها هذه المدينة هي مدى كرم ولطف سكانها. فجميع الأشخاص الذين قاموا بزيارة كومبوباسو قاموا بالتعليق على كيفية الترحيب الذي لاقوه، حيث قُدم لهم بعض الطعام والهدايا من قبل السكان المحليين عندما قاموا بالتعرف عليهم. إنها مدينة لأولئك الباحثين عن تجربة الضيافة الإيطالية الحقيقية في الجنوب، وما الذي يجعل هذا الجزء من العالم فريدًا ونقيًا. أما بالنسبة إلى الطعام، فإن كومبوباسو تشتهر بإنتاج الكمثرى وجبن سكامورزا، لذا تأكد من تجربة بعضها.
ولكونها تمتلك مركزًا تاريخيًا صغيرًا، فهي تعد مدينة رائعة للانغماس في الحياة الإيطالية بعيدًا عن كونك سائحًا وهي أيضًا مناسبة تمامًا للتعرف على الجنوب الإيطالي في بيئة آمنة ورائعة. وهي تمثل قاعدة مثالية لاستكشاف مقاطعة كومبوباسو الجميلة. وتحيط جبال مونتي دي ماتيزي (جبال ماتيزي) بالمدينة. وهنا يمكنك إيجاد منتجع كامبيتلو ماتيزي، وهو منتجع للتزلج مفتوح أيضًا في الصيف لممارسة العديد من الرياضات. أما الذي يرغبون بالبقاء بالقرب من مستوى سطح البحر، فهناك منتجع تيرمولي الشاطئي الشهير.
وبالإضافة إلى التزلج والتمتع بالبحر والشاطئ، يمكن للزوار الاستمتاع بالنشاطات التي يحظى بها الريف والأنهار والبحيرات التي تحد الساحل الأدرياتيكي.