عندما تتجول عبر أجزاء إيطاليا المختلفة، سوف ترد في ذهنك فورًا صور للمدن الجميلة بتراثها الثقافي المتنوع. وهذا هو الحال عندما تأتي لزيارة مدينة ألساندريا؛ ومكان بمثل روعتها وثقافتها. تقع هذه المدينة في شمال غربي البلاد في إقليم بييمونتي. وهي تمثل عاصمة مقاطعة ألساندريا وتقع بين نهري بورميدا وتنارو. ويتمتع سكان مدينة ألساندريا بمناخ متوسطي يتحسن تدريجيًا باتجاه الجزء الجنوبي للدولة.
ويعود تاريخ إنشاء هذه المدينة إلى عام 1168 عندما تم بناء حصن لحماية العصبة اللومباردية. وقد تم تكوين هذا التحالف لمواجهة فردريك الأول إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وقد ضم هذا التحالف معظم المدن الإيطالية الواقعة في الشمال الإيطالي والتي تشمل بولونيا، وبريشا، وكريمونا، وميلان، والبندقية، وفيرونا وغيرها. وهناك العديد من القصص المختلفة التي تروي كيف تم تحرير هذه المدينة. وبغض النظر عما حدث تاريخيًا، فإن هذه المكان الآن قد أصبح مدينة كبيرة وطنانة تجعل المقيمين فيها يحيون حياة سعيدة.
وقد شهدت مدينة ألساندريا معارك عديدة؛ ففي بعض الأحيان كانت تمثل عاصمة مارينغو بعد أن وقعت في قبضة الفرنسيين، في حين أنها في أحيان أخرى كانت جزء من مملكة سافوي. وفي الحرب العالمية الثانية، قام الحلفاء باستهداف المدينة، وتم قصفها بالقنابل بشدة، وما يزال هناك علامات بالمدينة شاهدة على هذا القصف. وبعد نهاية الحرب في عام 1945، تم تحرير المدينة نهائيًا من قبضة الجيش الألماني.
ويكمن التراث الثقافي الثري للمدينة خلف العديد من المفاتن التي تجذب الناس إليها. وكل من يأتي إلى هذه المدينة لا بد أن يزور أنتيكواريوم فوروم فولفي في بلدية أوفليو. وفي شمال غرب إيطاليا وعلى طريق بلدية فولفيا تقع فوروم فولفي. وقد ازدهرت هذه المستوطنات خلال القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد، وبفضل موقعها المتميز أصبحت تدريجيًا مركزًا لصناعة وتجارة المنتجات الزجاجية والخزفية والحديدية. وعلى الرغم من ذلك فقد تم هجر هذا المكان بسبب الفيضانات المتكررة. ويمكنك الاطلاع على هذا كله عند زيارتك لهذا المكان.
وقد أصبحت المدينة الآن مكانًا ناشطًا يتيح العديد من الخيارات التي تجعل المرء يحيا حياة عصرية بين ثنايا التاريخ؛ ففي هذا المكان يمكنك أن تجد المتنزهات والفنادق والمطاعم وغيرها من متطلبات الحياة العصرية. ويمكنك الانتقال إلى أي جزء بفضل شبكة السكك الحديدية التي تربط هذه المدينة بباقي البلاد.
إن هذا المكان ثري جدًا بثقافته وعلى رأسها الموسيقى التي تمثل الجزء الأهم من تلك الثقافة. ويمكنك أن تشهد هذا بنفسك في يوليو من كل عام عندما يقام مهرجان الجاز السنوي ومهرجان فراسكتاندو سكا بلوز. وبجانب ذلك تُقام أيضًا مسابقة ميشيل بيتالوغ العالمية للجيتار الكلاسيكي والتي تعتبر بمثابة المنصة الأهم لعازفي الجيتار الشبان.
وأنت إن كنت تحب التاريخ أو الموسيقى أو تود فقط أن تقضي بعض الأيام في مناخ متوسطي هادئ، فستكون ألساندريا وجهة أحلامك. وسواء أكنت ستزور الكاتدرائية القديمة أو ستقضي بعض الساعات في الاستمتاع بالموسيقى واللهو، فسوف تسحرك هذه المدينة دائمًا كما فعلت من قبل مع الفرنسيين والألمان.
المدينة تنتظرك.. فتعال واستمتع!