• 
• 
• 
• 

أغريجنتو - المدينة المعروفة بوادي المعابد

تقع على الساحل الجنوبي لجزيرة صقلية، وهي عاصمة مقاطعة أغريجنتو الإيطالية، وتعتبر واحدة من أهم المدن التاريخية في العالم، ويعود ذلك أساسًا لأنها تحوي أنقاض مدينة أكركاس القديمة التي أنشأها الإغريق.

يقع "وادي المعابد" الشهير على بعد حوالي 3 كيلومترات أسفل مدينة أغريجنتو الحديثة، والتي هي بمنأى عن الجاذبية من وجهة نظر الزائرين. حيث الطرق غير ملائمة، والطرق السريعة محاطة بالمباني القديمة المغبرة التي تتلاقى من مختلف الاتجاهات على مركز قمة التل المتمايلة والرثة والتي يزيدها قتامة قوالب البرج الجلفة، والتي ظلت مليئة بالحركة الخانقة والجامحة، وعلى الرغم من كل هذا فإن هذه المظاهر التي تدعو إلى الإحباط ما هي إلا طبقة خارجية تخفي وراءها جوهرًا ساطعًا ومبهجًا. وهذا الجوهر يشمل أعوامًا من الأبهة التاريخية والمكانة الخالدة التي تؤكد على العظمة التي شهدتها هذه المدينة عبر ماضيها الأشم.

يعتبر وادي المعابد واحدًا من أشهر أماكن الجذب التاريخية وأكثرها إدهاشًا، وهو متنزه أثري هام يضم ثماني معابد إغريقية تم تشييدها ما بين عامي 510 و 430 قبل الميلاد. وهي معابد هيرا، وكونكورديا، وهرقل، ومعبد زيوس، وكاستور وبولوكس، وديميتر، و آسكليبيوس وهو إله الطب عند الإغريق.

وتقع كل المعابد باستثناء معبد آسكليبيوس في منطقة واحدة تُعرف بوادي المعابد على الرغم من أن المكان ليس بوادي على الإطلاق، أما معبد آسكليبيوس فيقع على ضفة نهر أكراكاس.

ومن الأماكن التاريخية الأخرى المشهورة في أغريجينتو: معبد جونو وهو موطن الفيلسوف الإغريقي العظيم في عصر ما قبل سقراط- إيمبيدوكليس، والكاتب المسرحي الإيطالي العظيم لويجي بيرانديلو.

وتعتبر المدينة والمناطق المتاخمة لها موطن لعدد من المواقع الهليسنتية والرومانية الأخرى. وتشمل هذه المواقع كهفًا مقدسًا يعود للعصر ما قبل الهليسنتي بالقرب من معبد ديميتر. وهناك أيضًا أثرًا جنائزيًا تمت نسبته بشكل خاطئ إلى المسيحية وهو ضريح ثيرون الذي يعتبر من العوامل السياحية الجذابة في المدينة.

أما أكثر الحقائق المذهلة عن أغريجينتو فتكمن في أن المدينة لم تتغير كثيرًا عن أيامها الأولى- أو على الأقل حتى أواخر القرن التاسع عشر عندما توسعت المدينة ناحية الغرب وظهرت المباني والإنشاءات الجديدة. وأيًا كان هذا التجديد وتلك الإنشاءات التي بنيت فقد عانت المدينة مجددًا من الدمار نتيجة القصف العنيف من قبل الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية والذي أطاح بجزء هائل من المدينة.

واليوم، وبعيدًا عن الأماكن التاريخية يكمن عامل الجذب الرئيسي للمدينة في مركزها وهو شارع فيا أتينيا. وهو عبارة عن شارع رائع مصفوف على جانبيه عدد هائل من المحلات، والحانات والمطاعم، والمقاهي، والمطاعم الإيطالية الشعبية.

ويمكن الوصول للمدينة عن طريق القارب أو الحافلة أو القطار؛ فهناك رحلات متتابعة بالقطار من كالتانيسيتا وباليرمو، وهناك أيضًا خدمة حافلات منتظمة بين المدينة وكاتانيا وكالتانيسيتا وشاكا وباليرمو.

ويمكن زيارة أغريجينتو بالقوارب والزوارق المزعنفة خلال فصل الصيف، والتي تُقل المسافرين من شبه الجزيرة الإيطالية حتى أماكن مثل لينوزا ولامبيدوزا وميناء أغريجنتو وبورتو إمبيدوكلي.