لو كان إقليم كامبانيا امرأة، فسوف تكون جميلة وفاتنة وفي نفس الوقت "واقعية". أو ربما يمكن توضيح هذا الإقليم بأنه ذو شخصيات مختلفة: فهو مزاجي ومتقلب عند بركان فيزوف، وحاذق عند شوارع نابولي، ومهندم عند كابري، ورومانسي عند أمالفي.
في قلب مدينة نابولي وهي واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا في إيطاليا يوجد بركان فيزوف بتقلباته. وتنتشر القرى على جانبي البركان على الرغم من التحذيرات والعلم بأن ثمة انتفاضة متوقعة لهذا البركان عاجلًا أم آجلًا. ولقد أخبرنا التاريخ بأنه في عام 79 قبل الميلاد دفنت مدن جميلة مثل بومبي وإركولانو تحت الحمم البركانية. وتمثل اليوم مدينة بومبي شاهدًا مذهلًا على هذه اللحظة من العصور الرومانية القديمة.
نابولي هي عاصمة إقليم كامبانيا وهي تمثل أفضل وأسوأ ما في الإقليم مثل البوتقة. فهذه المدينة الصاخبة لا تدع أي شخص غير مبالي.
بالذهاب نحو الجنوب نجد شبه جزيرة سورينتو والتي تقسم خليج نابولي عن ساليرنو. وهنا نجد المشهد الساحري لساحل أمالفي؛ حيث توجد مدن أمالفي، وبوسيتانو، ورافيلو الجميلة التي تصعد على المنحدرات أعلى الخلجان الفيروزية. ويعتبر المشهد من هنا واحدًا من أجمل المناظر في العالم.
نغادر الآن اليابسة عن طريق عبارة من نابولي فاتحين الأفق الضيق لكامبانيا نحو أضواء كابري، وهي الملكة غير المتوجة أو الأميرة على الأقل من بين الجزر الإيطالية. وتتميز بساحلها الصخري الشاهق الذي نحتته الأمواج، وصنعت الكهوف، مع انعكاس المياة الزرقاء والحجر الجيري الأبيض الكريمي.
وتعتبر كابري واحدة من أكثر الوجهات الفاتنة في إيطاليا، حيث يوجد الكثير من الفنادق والمحلات والمطاعم.
أما إسكيا المجاورة فهي دفيئة إيطاليا الخاصة. فتربة الحمم البركانية الخصبة ساعدت على نمو مجموعة كبيرة من النباتات والزهور. أما الفاكهة الحمضية فتحب المناخ الدافئ والرطب ولذا فإن عصير الليمون الشهير (ليموتسيلو) يأتي من هنا. وتشتهر إسكيا أيضًا بينابيعها الحارة التي ساعدت على نمو عدد كبير من المنتجعات المعدنية.
ولا يزال يوجد في جنوب كامبانيا سر دفين ألا وهو شبه جزيرة سيلينتو. وهي بقعة ريفية لم تكتشف بعد بنباتاتها المتنوعة وأشجار الزيتون. أما الساحل البري فهو جميل ويتميز بمناظره الطبيعية الآسرة وقراه الساحرة. لكن سيلينتو تقع إلى حد ما بعيدًا عن الطرق السياحية، لكن إن كنت تبحث عن كامبانيا الأصلية فهناك الكثير مما يستحق أن تكتشفه بعد.