يملك إقليم فريولي فينتسيا جوليا شريطًا ساحليًا يبلغ طوله 130 كم. قد يبدو وكأنه ليس طويلًا جدًا، ولكن الحقيقة تشير إلى أن هذا المكان يوجد به مجموعة من أفضل الشواطئ في إيطاليا، و23 مرفأ بحري، و15 ألف مرسى للسفن. ويقام في هذا الإقليم العديد من المنافسات الشراعية كل عام، ومن بينها منافسة باركولانا التي تقام في أواسط أكتوبر وتجذب حوالي ألفي قارب على الأقل.
وتعتبر سواحل ليجنانو وغرادو آمنة وسلسة من أجل الإبحار، في حين أن خليج ترييستي الصخري بمرفأ ميراماري يحوي قدرًا أكبر من المغامرة.
وتعتبر جزيرتا ليجنانو وغرادو نجمتين في سماء الشهرة الإيطالية. حيث الشواطئ نظيفة وفسيحة وتم الاعتناء بها جيدًا، والرمال الناعمة تحت أشعة الشمس. ويوجد هنا الشواطئ المناسبة للسباحة والحمامات الشمسية وخصوصا للعائلات ذوات الأطفال، ويوجد كذلك الشواطئ المنحدرة والمتنزهات المائية ومجموعة متنوعة من الأنشطة الشاطئية المناسبة للشباب. أما الحياة الليلية في ليجنانو وسابيادورو فهي مذهلة في أثناء فصل الصيف. ويوجد بهاتين البلدتين منتجعات معدنية شهيرة تتميز بعلاجها المستمد من مياه البحر والرمال والأعشاب البحرية.
وتمثل المنتجعات الساحلية الواقعة في نهاية غرادو وبحيرة مارانو منظرًا طبيعيًا فريدًا بفضل القنوات المائية والمئات من الجزر الصغيرة.
وتتميز منطقة الحمامات المحيطة بترييستي بميزة أخرى، حيث إن الشريط الساحلي الممتد بين دوينو وجريجنانو منحدر وصخري ويخفي العديد من الشواطئ الصغيرة التي يمكنك أن تكون فيها بمفردك إن كنت محظوظًا.
ويقال أن ترييستي عاصمة إقليم فريولي هي المدينة الوحيدة التي تمتلك ساحة يطل جزء منها بالكامل على البحر. وفي الحقيقة يعتبر البحر جزء من المدينة. وبسبب قربها من سلوفينيا ولكونها جزء من النمسا حتى الحرب العالمية الأولى، تعتبر ترييستي بيئة جذابة تركت فيها الحضارات المختلفة آثارًا واضحة.
وتعتبر مدينة غوريتسيا الواقعة على الحدود مع سلوفينيا وعاءً لمختلف الثقافات أيضًا. وبالإضافة إلى ترييستي، فقد كانت غوريتسيا تنتمي إلى الإمبراطورية النمساوية المجرية حتى عام 1900. وبفضل هذه الأصول تشعر المدينتان بثرائهما الذي يفوق المدن الأخرى، ليس فقط بسبب أن السكان بإمكانهم التحدث بأكثر من لغتين كلغتهم الأم ولكن أيضًا بسبب الاختلاف العميق في الثقافة والتقاليد التي يعشقونها (الطعام؟؟ هل سبق وأن جربت الجلاش الخاص بهم؟؟)
ولا ننس بالطبع بوردينوني، الواقعة في المنطقة الداخلية للإقليم حيث المدينة العتيقة لا تزال كما هي، ويقسم مدينة بوردينوني نهر نونسيلو الذي جعل المدينة مركزًا مهمًا للصناعات. وإن كنت ترغب بتجربة نوع جديد من السياحة فيمكنك زيارة طواحين القطن الموجودة على طول النهر والتي تعود إلى أعوام 1800.
أما لمحبي الفن فلا بد لهم من زيارة أوديني. تمتلك أوديني بخلاف القصور والفيلات التي تم تشييدها بواسطة الطبقة الأرستقراطية منذ القدم- تمتلك كنوز فنية هائلة والعديد من متاحف الفن ذات الأهمية العظيمة.
يمكنك أن تجد هنا أعمالًا فنية لكارافاجيو، وموديلياني، وسيروني. وفي باساريانو التي تقع على بعد كيلومترات قليلة من المدينة سوف تجد مركز الفن الإيطالي المعاصر الذي افتتح مؤخرًا: سنترو دي أرتي كونتمبوراني.